لاتنشد الاطلال
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لا زلت تطربك الشجون أما كفى!
قلبا يمزقه الحنين ترأفا
يتشفع الذكرى فتبسم إن أتت
وتروح قاتلة صبيا مدنفا
تشفي بسلوتها فإما إن تهج
زادتك إضراما وطبك ماشفى
ما حيلة النائي تقاسم دمعه
حزنان بين جوانحيه تآلفا!
الأمنيات مهشمات والهوى
قدر تجبر والنوى قد أنصفا
والقلب فيه مصادر وموارد
والليل فوقك راكعا متصوفا
ليت الزمان المستسير بركبه
يرنو قليلا نحو ما قد خلفا
يرنو إلى طفل يفوه بحكيه
ختاما ينسى ماتقول إن غفا
إلى البرآءات التي قد أقبرت
بصغيرها وأريج ورد أتلفا
قد كانت الأيام لحنا ساحرا
ونحن نملك نايها والمعزفا
والأفق ألوان البهاء وغابة
كانت محبتنا وريفا مورفا
والحب كان هدية بأكفنا
فالكائنات تبسما وترهفا
كنا نردد سائرين نشيدنا
والطير يمرح حولنا متطوفا
ثم التفتنا كي نرد تحية
لفراشة مرت بنا لتعرفا
كل الوجود يحبنا والمنجليات
التي تغتال كانت كففا
وديارنا لازلت أحضن نسمة
منها تذكرني الأحبة والصفا
لصبية في الحي سهما عينها
أردتك صبا هائما متلهفا
نظراتنا فضحت سريرة حبنا
والشوق يفضح ما استكان وما خفى
نتمنع اللقيا ونهفو صبابة
والعشق أحلى ما يكون تعففا
قد أمهلنا الزمان بغفلة
ثم انتوانا فاتكا متعجرفا
لاتنشد الأطلال كيف بكيتها
واستجوب القدر الظلوم أما اكتفى؟!
في الغربة الحمراء دمعي خافيا
والقلب مبرح بالهواجس نازفا
أتكتم الألم المرير لنسيه
وأراه في وجه الأنام تكشفا
صار التبسم كالتجشم في فمي
عل الليالي أن تريك تخالفا..!