رسالة الزواج
جلب المصالح ودرء المفاسد، منطلق البناء في شرائع الاحكام.
والزواج أمر مرغوب فيه (هو سنة مندوب اليها في حال الاعتدال، والتي هي الاصل في الزواج).
حث الشرع على الاخذ به، قصد ابعاد المفاسد عن الفرد والمجتمع، وقصد جلب المصالح لسعادتي الدنيا والاخرة.
وليس من هدف، او رسالة الزواج الكسب المادي، وانما هو بداية مرحلة لاداء الرسالة الآدمية، بصورة رسمها المشرع وأعطاها الاهتمام الذي افتقدته سائر العقود.
فالزواج لم يشرع اصلا من اجل كسب مالي يعود على الزوج. والمرأة لا تتزوج قصد تامين حاجاتها المادية، اصلا. الرجل لا يتزوج قصد الاستبداد بالمرأة والتحكم بها مزاجيا.
وانما الزواج تعاون في الحياة ورص في البناء
الزواج حاضر وماضي
حاضر لماضي الآباء
وماضي لمستقبل الامتداد
الزواج سكن وهدوء وراحة
به ينخلع الارتباك ويذهب الاضطراب
وبه تستعف الانفس وتقر الاعين
بالزواج نمو الفطر في مسالك الاستقامة
بالزواج يكبر بناء التناسل فيزداد العباد والعباد
الحياة الزوجية رعاية وأمانة، موزعة الادوار فيما بين الزوجين ، هادفة بناء خلية صالحة قوية تنبض صلاحا وتقتل فسادا.
بين المرأة وزوجها حقوق وواجبات، ترفض الجفاء والخشونة، لان هذا الطبع لا يتلائم مع بناء هذه الحياة واستمراريتها المنشودة ، ويوم ان تتسم هذه الحقوق المتبادلة بطابع الجفاء ، يحدث انقلاب في هذه الخلية،
فيتقلص بناؤها ،وخاصة اذا ما وصل الامر بها الى القضاء والمرافعة من اجل كسب القضية.
ولا تظنين ايتها الزوجة صلاحا بهذا الاسلوب، ولا انك تتمكنين من دفع هذا البناء الى الامام.
وانت ايها الزوج. فلا تظنن بسعادة تحالفك، اذا شعرت المرأة يوما ما، بأنك مالكها أو قاهرها أو سيدها.
هذه الحياة، لا تقوم الا بالتوازن على نمط الحق والواجب المروي بروح المعاشرة بالمعروف والمعاملة الحسنى الواضح التبيان في قوله تعالى:
( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) سورة البقرة 228
وفي قوله: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) .سورة الروم 21
وربما لاحظ القارىء لتعريف عقد الزواج انه ينصب على تحقيق الاعفاف الجنسي فحسب وانما المقصود المراد تحقيقه اسمى من مادية الاعفاف المذكور واوسع شمولا اذ المقصود الاصلي كامن في ترادف التناسل وتعاقب الخلافة الآدمية بامتداد جذور الذرية
ولان هذا المقصود الاصلي هو تحصيل حاصل ولا يتوقف على ذكرهفي التعريف كحال اعفافها- الزوجة-وان لم يذكر لانه تحصيل حاصل فاعفافه منها اعفافها منه وهذا ما يلاحظ عند عزله عنها دون رضاها.
وللزواج فوائد ترجى ومنها: الضمانة والحماية للآباء والامهات حيث بلوغهم منتهى العمر فتضعف البنية وينعدم الكسب وبوجود الاولاد تتحقق لهم الحماية مما هم فيه وفي هذا يقول الله تعالى:
( والله جعل لكم في انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات افابالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم كافرون)
ومنها تفاعل الود والتراحم فيما بينهما وما خلت حياة زوجية من هذا التفاعل الا وكانت على شفا حفرة الانهيار
فالحياة الزوجية فوق الماديات كلها وانما هي سكن ومودة ورحمة هي بناء تناسلي هي امتداد وضمان وعون وانظر الى الكلم الرباني
( ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون)
( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها)
فكمالية الزواج الشعور بكونه ذا رسالة في الحياة وقد تسامى عن طلب الاستمتاع فحسب للرجل وعن طلب الاستحقاق في تامين الحاجيات المادية الحياتية للمراة ليكون مقر راحة وسكن وبناء لا يقوم الا بين يدي الزوجين تعاونا وصدقا والا لم يتحقق الهدف السامي منه وبات آيلا الى التفكك والضياع.
د/كامل موسى
منقول للفائدة (ودعوة العزاب للزواج)