اتخطب الحور وانت تلعب

أتخطب الحور وأنت تلعب ؟!!!...
رأى الحسن البصري رجلاً يصلي وهو يعبث بلحيته ، فسمعه يقول وهو في
سجوده : اللهم زوجني في الجنة من الحور العين ما تقر به عيني .
فقال له الحسن رحمه الله : يا هذا ما رأيت خاطباً للحور أقل حياءً منك ، تخطب
الحور من الله تعالى وأنت تلعب ؟!

يا خاطب الحور في خدرها - - - وطالبــاً ذاك على قدرهــا
انهض بجد لا تـكن وانـيــــاً - - - وجاهد النفس على صبرها
وقم إذا الليـــل بــدا وجـهه - - - وصم نهاراُ فهو من مهرها

نعم كيف نرنوا إلى العلياء ، ونحن نرضى بالهوان . نرى الثريا ، ونهبط للثرى
بكل الكبرياء والأنفه ...

نعم إنها كلمة تسجل في صفحة الزمن ، وتخلد في ذاكرة الحياة . نعم قد يعجب
البعض ممن يتحدث عن الجهاد ، والدعوة في سبيل الله ، ولكنه لم يعد نفسه إعدادً
يؤهله لكي يكون أقدر على مواجهة مايشكل عليه من الأمور ... فكم هي الدعوة
بحاجةٍ إلى من يتقن فن الدعوة وقد يستشكل عليه أمر فيعجز عن حله ، وكذلك
المجاهد قد يتعرض لحادثٍ عارض فيعجز عن التصرف حيال هذا العارض ...

نعم رسالتي ورسالة الحسن البصري رحمه الله هي أنه لا بد من إعداد النفس كي
يخدم المجاهد في سبيل الله في كل مجال والداعية كذلك ... فما أحوجنا في هذا
العصر الذي امتلأت جوانبه بالفتن و المحدثات ، إلى مجاهدٍ داعية ، يسير على
علمٍ رباني يعين الأمة ، في كل مجالاتها ...

أستميحكم إخوتي عذراً على هذه الإطالة ، إنما هي رأيٌ شخصي قد يحتمل
الصواب أو الخطأ ...
إن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، والله ورسوله منهما
بريئان ...