لماذا نضايق انفسنا بالحزن

رائحة الحزن تفوح .. تفوه بها شفاهنا .. تتلألأ بها دموع أعيننا ..
بل تسللت عبارات الحزن ، و آهات الضجر لواذا إلى أطفالنا و فلذاتنا ..

المنتديات .. التواقيع .. التوبيكات .. الرسائل .. إلخ
الدنيا كلها تئن و تتفنن في أنينها ..
و تنتقي أقسى المعاني الحزينة .. و أدق الأوصاف الكئيبة ..
حتى في أعيادنا ، و في مواسم أفراحنا ..!

من يرانا يُخيل إليه أننا نعيش كارثة إنسانية ( حمانا الله و إياكم )
وجوهنا عابسة .. قلوبنا آيسة .. 

دموعنا دماؤنا ..

عجيب أمر من هذه حاله وهو في سربه آمنٌ
في بدنه معافى .. عنده قوتُ عامِه و ما بعدَ عامه ..

مالذي جرى لنا ، لماذا تغيرت قلوبنا ..؟!
فكلما تحسنت بنا الحال و اتسعت .. ضاقت بنا القلوب و انقبضت ..!



أصبحنا كالمكبّلين .. لا نقوى على الحراك .. 
و لا نذوق طعم الحياة مع توفر كل الدواعي للحياة المليئة بالابتسامة و السعادة ..!



أين أنتم عن القوارع التي صدَّعت قلوب أبائنا الأوائل ..
يخرج الإنسان أول يومه يطلب لأبنائه لقمةً تسد جوعتهم .. فلا يجد إلا ما يسد جوعته هو ..
ثم ينتزع اللقمة من يده ليُطعم بها بنيه و ذويه .؟!

و مع هذا فإنك تسمع سماحة البال و اتساع الصدور و اطمئنان النفوس و سلامة القلوب و نقاءها .

من تلك الحياة الحرجة الشاقة ..
تتدفق كل المعاني الجميلة و المضيئة ، لتُضفي عليها لذة مع شدتها ،
و بسمة مع ضنكها و كدها ،
هي حياة شديدة لكنها رشيدة ..

إيثار و صبر و صطبار ..
فأل و جد و ابتدار ..
ثبات على الأقدار .. 
و صبر عند الأكدار ..
و صفو لا تغيره نوائب الليل و النهار ..
أولئك الأخيار ..
جعلنا الله و إياهم من المتقين الأبرار .

هذه روحك أنت ..

فهل من فأل يحيى في نفوسِنا .. و إشراقة نُضيء بها ظلمةً في صدورنا ..
و نظرة مبتسمة تنسكب على أرواحنا .


آه يا أرواحَنا .. نحن قتلنا أرواحنَا ..
أرواحنا بأيدينا .. نُحييها .. نقتلها .. نُحرقها ..

العقلاء وحدهم هم الذين يُجيدون التعامل مع أرواحهم
فاتقوا الله في أرواحكم ..

طابت أرواحكم .

يســــــــلمـــــوووووو ويعـــطيكـ ألـــف عآفــــيه