قبل عشرين عاماً، وإذا مررت بحارة "يمن" الضيقة بشارع المنصور في مكة المكرمة؛ فلن يستوقفك ذلك الفتى الأسمر، ولن تلفت انتباهك نظرته الواعدة، أو عينه الشاخصة نحو مستقبل ينتظره، إنه اللاعب الذي سيدخل بعد أكثر من عشرة أعوام من ذلك التاريخ قائمة أفضل 10 هدافين في تاريخ بطولة دوري أبطال آسيا، بعدما سجل 3 أهداف «هاتريك» في مرمى ناجويا جرامبوس الياباني، إنه النجم السعودي محمد نور "كابتن النمور" الذي يضطرنا بعد كل نجاح لأن نراجع نظرتنا لأشبال المستقبل في حواري وأزقة الوطن.
هو محمد بن محمد بن نور آدم هوساوي من مواليد مكة المكرمة 26 فبراير1978م لاعب وسط مهاجم في المنتخب السعودي وقائد فريق نادي الاتحاد السعودي لكرة القدم، يلعب للاتحاد منذ عام 1996م، لاعب موهوب يجيد اللعب كخط وسط وكمهاجم وكصانع أهداف، بما يملكه من حس تهديفي يعيد تعريف الهدَّاف في قاموس الساحرة المستديرة ليس بوصفه من يحرز الأهداف؛ وإنما من يصنعها.
بدأ نور مع الأخضر في كأس القارات عام 1999م، ثم في كأس آسيا في لبنان ثم التصفيات المؤهلة لمونديال2002م، وقاد المنتخب للفوز بكأس العرب الثامنة في الكويت بتسجيله هدفاً ذهبياً في مرمى البحرين وكأس الخليج التي أُقيمت في الكويت أيضاً، حصل على لقب أفضل لاعب عربي في عام 2003م، وحقق كأس العرب مع المنتخب بالإضافة إلى كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وكأس ولي العهد، كما شارك مع المنتخب في مونديال كأس العالم مرتين الأولى كانت في كوريا واليابان 2002م، والثانية في ألمانيا 2006م.
مشاركته الأولى مع الاتحاد كانت فاتحة خير على البطولات الاتحادية التي كانت غائبة منذ عام 1411هـ، وكان أول الثمار هو تحقيق الثلاثية الشهيرة عام 1417م، أما عام 1419هـ فكان أفضل الأعوام التي مرت على اللاعب بسبب تحقيقه للرباعية الشهيرة التي حملت في طياتها أول بطولتين خارجيتين للفريق الأولى كأس الخليج والثانية البطولة الآسيوية التي كانت من أغلى البطولات التي مرت على تاريخ النادي آنذاك.
وقد اقتحم محمد نور وناصر الشمراني قائمة المتنافسين على جائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2009م، والتي أعلنها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وضمت 15 لاعباً. وقد وصفه الكثيرون باللامع والبارع والمتألق والمزاجي؛ إلا أنه دوماً ما يفاجئك بما يزيد إعجابك به وبإبداعه الذي لا ينتهي، والذي لا يصب في الرافد الشخصي للاعب بقدر ما ينطلق بالكرة السعودية نحو آفاق أرحب.